[B]على رصيف أحد أشهر شوارع العاصمة الرياض، جلست سيدة على الرصيف تبيع بعض الأقمشة والأغراض النسائية، ليس هذا اللافت في المشهد، هذا أمر اعتدنا عليه، الذي استوقفني أن أحد الوافدين ـ مع احترامي للوافدين ـ رمى لها بورقة نقدية من باب الصدقة، استفزني الموقف، كان مؤلما، سألتها: "ليش جالسة هنا؟!"، قالت: "وين أروح يا وليدي؟!"، قلت: فتحوا المجال للعمل الشريف في المحلات النسائية.. هناك أحفظ لك، وأستر من الرصيف والشارع، وأكثر أمنا لك، أجابتني: "يقولون حرام؟!"، قلت بذات اللهجة العامية: "لا تصدقينهم يا خالة.. هذولا شبعانين، وحريمهم شبعانات، ما يحسون بك، ولا بحاجتك ولا بحاجة أولادك ولا حاجة بناتك".. غادرت المكان وأنا أسأل نفسي، أي فكر سويٍّ سليم، هذا الذي يمنع هذه المرأة من العمل الشريف؟ على أي دليل شرعي واضح صريح يستند هؤلاء في منع المرأة من البيع والشراء؟!.. ثم في خِضَم هذه الحرب غير المنطقية ضد عمل المرأة، أود أن أسأل بلغة مباشرة: هل سد هذا الباب سيمنع المرأة من ممارسة الرذيلة فيما لو أرادت ذلك؟! المرأة الشريفة شريفة حتى لو وضعناها بين ألف رجل، والمرأة الوضيعة والرديئة ستمارس البغاء حتى لو وضعنا حولها ألف حارس.
رسالتي لهؤلاء الذين ما زالوا ينسجون القصص والأساطير حول عمل المرأة في المحلات التجارية: اتقوا الله في أنفسكم، وفي نسائكم وأعراضكم، ولا تقفوا في وجه المرأة العاطلة، التي تبحث عن الكسب المشروع، واللقمة الحلال، وتذكروا لولا أنها شريفة عفيفة لما طلبت العمل والرزق والتعب، أعني: لو كانت تبحث عن الرذيلة لسلكت أقرب الطرق، أعلم أن هذا المقال سيغضب الكثيرين مني، لكنها قناعاتي التي سيحاسبني الله عليها، لذلك فإن كنتم تريدون "طوني وفادي وشربل" يبيعون على نسائكم ملابسهن الداخلية، فهذه رغبتكم، اذهبوا وطالبوا وزير العمل أن يحققها، ويخصص لنسائكم محلات يعمل فيها فادي وطوني وشربل.. أما نحن فنريد للمرأة أن تبيع على المرأة، وتمارس البيع والشراء كما كانت تمارسه في عصر النبوة، وكما تمارسه اليوم في دول العالم الإسلامي، أولا لدوافع أخلاقية، وثانيا لدوافع اجتماعية، وثالثا لدوافع اقتصادية.. والشرح يطول.
والله وحده أعلم بالنوايا والمقاصد.
[COLOR=#2D08ED]صالح الشيحي [/COLOR]
[/B]
[COLOR=#100EE4]صحيفة الوطن السعودية[/COLOR]