“القدرة المالية، والطبيعة المحافظة، والتقنية الحديثة”.. ثلاثة أسباب اعتبرها متخصصون عوامل رئيسية وراء وقوع شباب الخليج عامةً والمملكة خاصةً، ضحية لابتزاز فتيات إحدى بلدان شمال إفريقيا.
وقال مختصون إن هذه الظاهرة أصبحت تؤرق الشباب لدرجة أن العديد من هؤلاء الضحايا حاول الانتحار بعد وقوعه في براثن تلك العصابات، مشيرين إلى أنه تم تسجيل 278 حالة ابتزاز لشباب عبر برامج المحادثة المختلفة خلال العام الحالي.
وأضاف الباحث الأمني محمد السريعي أن “الابتزاز من القضايا التي شهدت انتشارًا واسعًا في الفترة الأخيرة؛ بسبب تطور التقنية، والشباب أكثر ضحايا هذه الجريمة التي تبدأ شرارتها من موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وتتم عادة ببرنامج المحادثة (سكاي بي)”، حسب صحيفة “الوطن” (3 أكتوبر 2015).
وكشف أنه تلقى خلال العام الماضي 278 طلبًا من شباب سعوديين تعرضوا لابتزاز فتيات من إحدى دول شمال إفريقيا، تورطوا في محادثات غير شرعية معهن، وبعد فترة تم تهديدهم بمقاطع تم تسجيلها لهم، ومطالباتهم بدفع مبالغ كبيرة، أو نشر المقاطع على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار السريعي إلى أن “المبتزات يركزن في تهديدهن على نشر المقطع لدى الأصدقاء والأقارب الذين يكونون على صلة مباشرة بالضحية الذي يضطر إلى تحويل كل ما يطلب منه من مال لمنع أو إخفاء الفضيحة التي يمكن أن تسبب له مشكلات في مجتمعه”.
من جانبه، قال الاختصاصي الاجتماعي أحمد السعد إن “قضايا الابتزاز بدأت في الانتشار، سواء للرجال أو للنساء؛ بسبب كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جميع الفئات، دون قيود، وهو ما يدفع بعض ضعاف النفوس إلى استغلال هذه التقنية لسلب أموال الناس”.
وأشار الاختصاصي الاجتماعي إلى أن “الشاب الخليجي، والسعودي خاصةً، مطمع لبعض المبتزات؛ لأنهم من مجتمعات محافظة، والقدرة المادية أهم دوافع الابتزاز؛ فغاية هؤلاء الفتيات الحصول على المال”.
ويرى المستشار الأسري عبدالعزيز الشنيفي، أهمية توعية الشباب بالاستخدام الإيجابي للتقنية، وتحفيزهم على عدم الانسياق وراء الرغبات التي ستُدخلهم في متاهات كبيرة لا تحمد عواقبها، وقد تؤثر فيهم نفسيًّا، واجتماعيًّا وأسريًّا.