أمس نشرت الصحف أخبارا لحالات انتحار متفرقة أبرزها خبر انتحار مرشد طلابي يعمل بالإمامة إضافة إلى عمله في قطاع التعليم، حيث صلى الفجر ثم انتحر!، وكنت أظن أن الحرص على أداء صلاة الفجر يمكن أن يمنع الإنسان من الإقدام على أمر محرم مثل قتل النفس ولكن قدر الله وما شاء فعل، وهذه الحادثة المؤسفة قد تكون مدخلا للحديث عن محاولة البعض تغطية حالات الانتحار بمبررات واهية مثل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن المنتحر هنا لا يعاني من البطالة ولا ضعف التأهيل الديني وأغلب الظن أنه فعل ما فعل بسبب اضطرابات نفسية عنيفة.
وقبل أسبوعين تقريبا حدثت ثلاث حالات انتحار حاول البعض أن يربط بينها وبين مشكلة تأخر توظيف خريجي التخصصات الصحية، بالنسبة لي بدا هذا التبرير غريبا جدا، حيث إنني أتعاطف إلى أبعد مدى مع قضية أبنائنا وبناتنا من خريجي الكليات الصحية، إلا أنني أجد أن اللجوء إلى الانتحار للهروب من مواجهة مشكلة إدارية أمر غير معقول!.
لقد أكدت أكثر من مرة في هذا العمود أن خريجي التخصصات الصحية هم ضحية لغياب التخطيط وتخبط الوزارات المعنية بهذا الملف، وأزعم أن لدي صلة جيدة بعدد كبير من هولاء الخريجين الذين أتلقى منهم منذ أكثر من عامين رسائل توضح تطورات قضيتهم، وأعلم تمام العلم أن الخطأ الأكبر يقع على من وجههم لدراسة هذه التخصصات تحت شعار سعودة القطاع الصحي ثم اتجه بعد تخرجهم للتعاقد مع ممرضين وفنيين من الخارج، ولكن هل يعني كل ذلك تمجيد حالات الانتحار؟!.
زبدة الكلام: استغلال هذه الحالات والترويج لها.. وأحيانا (الاحتفاء بها) خطأ لا يقل فداحة عن خطأ المنتحر، لذلك نقول لأبنائنا وبناتنا من خريجي التخصصات الصحية واصلوا الضغط بكل الوسائل الممكنة من أجل حل قضيتكم ولكن لا تلتفتوا لأهل المزايدات الذين يحاولون إضفاء هالة من الشرعية على حالات الانتحار لأن هؤلاء المزايدين يريدون أن يكونوا أبطالا بالمجان في الوقت الذي خسر فيه المنتحرون كل شيء!.
خلف الحربي
[email]klfhrbe@gmail.com[/email]