جهل الكثير من المبتدئين في مجال الأعمال أن المشروعات الزراعية هي المشاريع الأكثر ربحا في العالم! وبصرف النظر عن التكلفة المنخفضة لبدء وتشغيل مثل هذه المشاريع، فإن الأعمال الزراعية قد تحقق ربحا كبيرا يصل إلى 100 ٪ ! يمكن تعريف المشاريع الزراعية بأنها مرتبطة بشكل أساسي بتسويق وإنتاج المنتجات الزراعية المختلفة. وترتبط الريادة الزراعية أيضا بالمدخلات الزراعية. كما ويمكن لريادة الأعمال الزراعية أن تدر دخلا من خلال المشاريع الريادية الزراعية سواء أكانت تلك المشاريع قطاع إنتاج أم دعما لوجستيا وتقديم الإمدادات اللازمة للمشاريع الزراعية، ويُنظر إليها أيضًا على أنها بُعد يوفر الاستدامة الزراعية. وباستطاعتنا القول إن مشاركة المستثمرين الجدد في ريادة الأعمال الزراعية لها نتائج عظيمة من حيث الحد من البطالة، وتحسين إمدادات الغذاء بشكل مباشر، ويمكن أن تقلل المشاريع الزراعية من الاعتماد على واردات الأغذية وضمان الأمن الغذائي. وعلى الرغم من الدور الهام الذي يلعبه رواد الأعمال الشباب في دفع عجلة تنمية القطاع الزراعي، إلا أنه لا يزال هناك نقص في البحوث والجهود المتعمقة حول المفهوم للمشاريع الزراعية. توجد دراسات قليلة بحثت حول عوامل ميل رواد الأعمال نحو ريادة الأعمال الزراعية والابتكار والتطوير فيها. وأجريت اختبارات تجريبية مثلا على البيانات التي تم جمعها وأسباب توجه بعض رواد الأعمال للمشاريع الزراعية. حيث نجد من خلالها أن البيئة التي ينشأ فيها رواد الأعمال في القطاع الزراعي هي بيئة زراعية مكنتهم من التعرف عن كثب على أسس قيام مثل تلك المشاريع واكتساب الخبرة من مشاريع سابقة، إضافة إلى وجود الفرص الاستثمارية الزراعية والعمل عليها. وأشير هنا إلى أن الزراعة تعتبر صناعة ذات تكنولوجيا منخفضة مع طرق محدودة تهيمن عليها العديد من الشركات العائلية الصغيرة التي تركز في الغالب على القيام بأشياء أفضل بدلا من القيام بأشياء جديدة. وعلى مدى العقد الماضي، تغير هذا الوضع بشكل كبير بسبب الحاجة الاقتصادية والمجتمعات سريعة التغير. يتعين على الشركات الزراعية على نحو متزايد التكيف مع تقلبات السوق، وتغيير عادات المستهلكين، والأنظمة البيئية المحسنة، والمتطلبات الجديدة لجودة المنتج، وإدارة السلسلة، واستدامة سلامة الأغذية، وما إلى ذلك. هذه التغييرات مهدت الطريق لرواد الأعمال الجدد للابتكار في هذا القطاع ومن المعترف به من قبل الممارسين أن المزارعين يحتاجون بشكل متزايد إلى ريادة الأعمال والابتكار، إلى جانب الإدارة السليمة والحرفية، لتكون مستدامة في المستقبل. حقيقة أن معظم الشركات الزراعية موجودة بالفعل لعقود من الزمن مضت سواء في المملكة أو غيرها من الدول، إلاّ إن التعلم والتطوير هما الأساس في ريادة الأعمال واستمرارها. وقد يقع العديد من رواد الأعمال في حيرة بسبب نوعية المشاريع الزراعية التي يرغبون بإنشائها، ولكننا نستطيع أن نقول إن هناك العديد من الأفكار الخاصة بالعديد من المشاريع الزراعية التي قد تكون مربحة لرواد الأعمال في حال كانت البيئة مناسبة لذلك.
هند الأحمد
صحيفة اليوم