الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز حفظه ورعاه ،بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة في سبتمبر2018م ، طوى قضية لاقت زحام النقاشات عبر عقود من الزمن ، ما بين الشد والضغط لمنع المرأة السعودية من حقها المدني والإنساني لقيادة السيارة بحجج واهيه ، وما بين الآراء الاجتماعية المؤيدة لاستقبال المرأة السعودية خلف المقود. علماً أن قيادة المرأة للسيارة القضية الجدلية التي تفرد بها مجتمعنا دون غيره من المجتمعات والشعوب ، التي لم تشهد أي نوع من التأجيل والممانعة والجدال وانقسام الرأي العام حيال قيادة المرأة للسيارة.
وكسبت المرأة السعودية التحدي والمراهنة على تجربة القيادة وتقدمت بها، رغم الصعاب التي اتخذت محاور اجتماعية ودينية واقتصادية وقد تكون سياسية .
وتخلصت من فرض السائق عليها ، وأصبحت تملك حرية اتخاذ قرار من يقود المركبة هي أم السائق...
ورغم أقصاء وأبعاد المرأة السعودية لعقود من الزمن عن ميدان السيارات ومع ذلك ... نرى اليوم المرأة السعودية تملك القيادة القوية الماهرة كما لو أنها تقود السيارة منذ عهد قريب ،وقد تكون أكثر التزام بالقوانين والأنظمة المرورية نظراً لتعلمها القيادة بشغف وتشعبها بتعليم الممنهج بالنظري والعملي ، قادت المركبة بوعي والتزام وانعشت السلامة المرورية . وهنا نوجه للباحثين بشأن المروري لدراسة عملية على تأثير قرار قيادة المرأة على السلامة المرورية بالسعودية.
وتبقى الان التخلص من بعض السلبيات ومعالجتها لتتمتع كل امرأة سعودية بقيادة السيارة ، من خلال تفعيل عدد أكبر من مدارس تعليم القيادة للنساء لضمان تعليمها القيادة بمستوى عالٍ على أصولها العملية النظامية السليمة ، وتسهيل مهمة الحصول على رخصة القيادة.
وتمر المملكة العربية السعودية في مرحلة شهدت دعم وتمكين المرأة السعودية وقرار يمنحها الكثير من الحرية وتسهيل جودة الحياة والعمل .
كما ان مستوى السلوك العام تجاه سلامة المرور في المملكة مقبل على المزيد من الأنظمة لسلامة المرورية التي تضمنها رؤية 2030 التي تهدف لتقليل وخفض نسبة الحوادث المرورية التي تقع اثارها اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً على الوطن . وهناك تأثير إيجابي قوي من خلال تطبيق بعض الأنظمة المرورية الجديدة على السلامة المرورية . ونشر ثقافة السلامة المرورية في المجتمع ومن خلاله الى الأطفال كونهم هم قائدي المركبات في المستقبل.
وتبقى دورنا نحن السائقين أصحاب المهمة الأولى التوضيح والالتزام بالشأن المروري وأعطاء الطريق حقه بالمزيد من اتباع الأنظمة المرورية وتمثيل القائد الوقائي .
منى البلوي
كاتبة سعودية