[COLOR=blue][B]
كان يتعذرعن تباين الروايات في كثير من القصص التاريخية التي تناقلها الرواة عبر السنين.. ويعزو اختلافها إلى تأخرالمؤرخين في تدوين الوقائع ومجرياتها.
وكان لكلٍ الحق في اعتماد ما يقتنع به من روايات، ولكلٍ الحرية في سرد ما يراه متوافقاً مع توجهاته ورغباته.. لوجود مستند يتكئ عليه في روايته التاريخية لحدث ما!
لكن أحداث "الربيع العربي" التي لا تزال مجرياتها حاضرة، كشفت كثيراً من الأسئلة عن طرق وأساليب تدوين وتوثيق التاريخ في وقته، وبوسائل إعلام حديثة: ففي "ثورة الياسمين"، لم يثبت بعد هل كانت "صفعة" فاديا لـ "البوعزيزي" حقيقة أم لا، رغم أنها تعتبر شرارة الثورات العربية؟ حتى إن قناة "العربية" عجزت في برنامجٍ خاص عن إثبات حدوث "الصفعة" بمساندة ذوي البوعزيزي!
وفي الثورة المصرية، اختلفت الروايات على من أنزل العلم الإسرائيلي من فوق مبنى السفارة بالقاهرة..! واستضافت إحدى القنوات الفضائية شخصين كلاهما يقول إنه أنزل العلم..!
وفي الثورة الليبية، تناقضت قصص القبض على القذافي واختلفت روايات مقتله على أيدي الثوار..!
وفي الثورة السورية التي لا تزال تصارع من أجل الإطاحة بالنظام الحاكم، يتساقط القتلى بالعشرات ويزداد عدد المفقودين يومياً، والحكومة وعلماؤها وفنانوها ومسؤولوها يؤكدون أنه لا وجود للآليات العسكرية ولا قمعَ يمارس ضد المواطنين، إذاً لماذا يسقط "القتلى"؟ ومن أين جاء كل هذا السلاح الذي تقتل به النساء والأطفال والشيوخ قبل الشباب؟
كل ذلك يحيلنا إلى أحد أمرين: إما أن وسائل الإعلام تنقل بلا تدقيق ولا تثبت ولم ترقَ بعد إلى مستوى التوثيق التاريخي!
وإما أن هناك من ينتهج أسلوب "خلف الأحمر، وحماد الراوية" بالزيادة والنقصان في الروايات ونسبتها إلى غيرأهلها من كل الأطراف بأهداف منشودة أو لمجرد الكذب والظهور!
[COLOR=darkblue]فواز عزيز [/COLOR]
[/B][/COLOR]