لاحظت مصادر في سياق متابعتها لمجريات بدء العام الدراسي الجديد – غلبة «العصرية» على معظم المقررات الدراسية الجديدة، لاسيما مناهج المواد الدينية التي تناولت اهتمامات حديثة، مثل الأسهم والبطاقات الائتمانية وأنظمة المرور، وتجنّبت الجزم في المواضيع الجدلية، وأصّلت للاختلاف الفقهي، باعتباره من طبيعة البشر، فضلاً عن اهتمامها برأي الطالب في نهاية كل درس، إذ تطلب مشاركته ونقاشه، وتمنحه مساحة للبحث والاجتهاد قبل الإجابة.
وفقا للحياة وفي منهج الفقه لنظام المقررات في المرحلة الثانوية، يستهل المقرر حديثه عن مدارس الفقه، وأسباب ظهور المذاهب الفقهية الأربعة، مع موجز عن صاحب المذهب وتاريخ نشأته، قبل أن يستفيض المنهج في الحديث عن أسباب خلاف العلماء، والموقف الصحيح من هذا الخلاف، إذ يطبّع الكتاب الخلاف، ويذكّر أنه في بعض المسائل من «طبيعة البشر، لاختلافهم في الفهم والعلم»، مشدداً على وجوب احترام العلماء، المخطئ منهم والمصيب. ويحذّر المنهج من التعصب لقول أحد من العلماء، مشيراً إلى أن «العالم الذي أخطأ مأجور ومعذور، ولكن ذلك لا يعني أن نتابعه على خطئه أو نتعصب له، ونلوي النصوص لأجل تصحيح قوله». وضمّت مواضيع المقرر، كما لاحظت، مناقشة أحكام فقهية في مواضيع مستجدة في العصر الحديث كما هي الحال في درس أنواع الشركات التجارية، وطرق الاستثمار في سوق الأسهم، والإهمال في احترام أنظمة المرور، باعتباره من الجنايات، أو في موضوع الطلاق الذي ناقش الخلاف على وقوع الطلاق عبر الكتابة بالبريد الإلكتروني أو رسالة هاتف محمول.
أما منهج الدراسات الأدبية في اللغة العربية، فأبرز قسماً يختص بالأدب السعودي، وتناول اتجاهاته الفنية، وأورد قصائد لغازي القصيبي، فيما تناول موضوع النثر الصحف السعودية ونشأتها، مع الاستشهاد ببعض كتّابها.
أما مقرر التربية المهنية فضم مواضيع حيوية في صميم متطلبات قطاع الأعمال، وتهيئ الطالب لمرحلة ما قبل الوظيفة، وتساعده في معرفة ميوله ورؤيته للمستقبل، إذ تحدثت عن التطوير الذاتي، مع دروس عن تعبئة نماذج التوظيف، فضلاً عن الطريقة الصحيحة لكتابة السيرة الذاتية واجتياز المقابلة الشخصية.