لم يمض إلا يومان فقط، على تأكيد وزارة الصحة أن الاتهامات التي أطلقتها والدة المريضة نورة العنزي بشأن حدوث أخطاء طبية تسببت في إصابة ابنتها بغيبوبة وشلل كامل وأضرار أخرى في مختلف أنحاء جسمها غير صحيحة، وأن المريضة تلقت العلاج والرعاية الطبية بما يتناسب مع حالتها الصحية وفقاً للأعراف الطبية المتبعة في مثل حالتها، وأنه لا يوجد قصور أو مماطلة في علاجها، حتى أخذت القضية بعداً جديداً، بتوجيه أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمس باستكمال علاج الفتاة نورة في مدينة الملك فهد الطبية.
وجاء التوجيه بعد علم أمير المنطقة ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻟﻔﺘﺎة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ واﻟﺪﻫﺎ، اﻟﺬي ﺗﻘﺪم ﺑﺨﻄﺎب يلتمس فيه إﻧﻬﺎء ﻣﻌﺎﻧﺎة اﺑﻨﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ وأن ﺗﻢ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺛﻢ ﺟﺮى ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ اﻟﻄﺒﻴﺔ، لتتم إﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى إﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ رﻓﺤﺎء. ﻛﻤﺎ وﺟﻪ الأمير وﻛﻴﻞ الإﻣﺎرة اﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻤﺤﻴﻤﻴﺪ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺘﺎة ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻟﺸؤﻮن اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺎت ﻟﻬﺎ، وفقاً لما ذﻛﺮﻩ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﻟﻤﺮاﺳﻢ بالإمارة ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺣﻤﻮد اﻟﻘﺎران.
وكانت والدة نورة، وبعد مضي ما يقارب من ستة أشهر على وقوفها أمام نائب وزير الصحة، الدكتور منصور بن ناصر الحواسي، قالت وفقا للشرق إنها لم تتلق أي خبر أو رد يتعلق بقضية ابنتها. وذكرت أنه ومنذ خروج ابنتها من مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، بعدما عجز أطباؤها ويئسوا من تدارك حالتها، لا تزال منومة في مستشفى رفحاء في غرفة «بلا تكييف»، وأحضرت لها مروحة هوائية على حسابها الخاص، متهمة الوزارة بالاحتفاظ بالتقارير الطبية حتى لا تتمكن من تقديم شكوى إلى ديوان المظالم.
إلا أن وزارة الصحة ردت على ذلك، بالقول إن «المريضة تلقت الرعاية التشخيصية والعلاجية في البداية بمستشفيات رفحاء وعرعر، ثم أحيلت إلى مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، وبعد الفحوصات اللازمة اتضح أنها تعاني من درن دماغي وأعطيت العلاج المناسب واستمرت منومة حوالي ثلاث سنوات، تعرضت خلالها لمضاعفات متعارف عليها في مثل حالتها، وتم التعامل معها في حينها».
وأضافت الوزارة: «إن والدة المريضة قدمت بعد ذلك شكاوى للنظر فيما تعتبره أخطاءً طبية، وشكلت عدة لجان مختصة، ومحايدة بناءً على طلبها، خلصت جميعها إلى أن الرعاية والعلاج اللذين تلقتهما المريضة، وما زالت، مطابقة للأصول العلمية المتعارف عليها لمثل حالتها، وأنه لا يوجد أي خطأ طبي بشأنها».