طالب عدد من أهالي محافظة الخرج بتوفير وسائل الأمن والسلامة لـ«عيون الخرج» التي يبلغ عمقها أكثر من 250 متراً وتغمرها المياه بما لا يتجاوز 100 متر، وإدخالها ضمن منظومة السياحة الداخلية، بعد أن أصبحت مقراً لتحدي المراهقين خلال الأعوام الأخيرة.
وعلى رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لحالات الانتحار والسقوط غير المتعمد داخل أعماقها (حالات معدودة وليست ظاهرة)، إلا أن الخطورة في وجودها من دون إعادة تأهيلها بطريقة آمنة وتهيئتها للزوار والسائحين بأسلوب يحفظ سلامتهم، فضلاً عن خوض بعض المراهقين مغامرات للتلصص على أعماقها.
ووفقا للحياة أكد مدير «الدفاع المدني» في محافظة الخرج العقيد سعد الراجح، أن موقع العيون مؤمن بسياج حوله، وتتوافر احتياطات آمنة للوضع الطبيعي بحيث لا يقع فيها أطفال أو أشخاص يكونون بالقرب منها، مضيفاً أنه منذ خمسة أعوام لم تشهد «عيون الخرج» إلا حالة سقوط واحدة، مشيراً إلى أن موقع العيون لا يقع ضمن مهمات ومسؤولية «الدفاع المدني».
من جهته، قال مصدر مسؤول في الهيئة العامة للسياحة والآثار إن موقع عيون الخرج ليس تابعاً للهيئة العامة للسياحة والآثار في الوقت الحالي، وسبق للهيئة أن تقدمت بمشروع لتسلمه وتأهيله كموقع سياحي ضمن برنامج تهيئة المواقع السياحية الذي تنفذه بالتعاون مع البلديات والأمانات ووزارة الزراعة في المناطق، كما نسقت الهيئة من خلال فرعها في منطقة الرياض مع بلدية محافظة الخرج لإدخال موقع العيون ضمن متنزه الملك عبدالله في المنطقة، إذ إن هدف الهيئة الأول هو تهيئة الموقع لاستقبال زائريه ومنح الأولوية القصوى لسلامة الزوار. وفي السياق ذاته، قال مسؤول العلاقات العامة في المركز الإعلامي لوزارة الزراعة عبدالعزيز الدريس إن الوزارة لم تغفل خطر السقوط في هذه العيون فقامت بوضع سياج حديدي حولها لحماية الناس من التعرض لخطر السقوط فيها، ويجري حالياً وضع صبات خرسانية لزيادة الحماية، كما عمدت بالتنسيق مع المحافظة إلى تخصيص دورية أمنية لهذا الغرض.
وأبان عبدالعزيز الدريس، أنه يجري التنسيق حالياً لتسليم موقع هذه العيون للهيئة العامة للسياحة والآثار لتقوم بتهيئة هذه العيون ومحيطها بما يتلاءم مع القيمة السياحية المميزة للموقع لتكون قابلة للزيارة في شكل آمن مع توفير الخدمات اللازمة للزوار.
وكانت محافظة الخرج شهدت آخر حالتين لسقوط وانتحار شخصين في عين ضلع خلال عقدين متواليين العقد الماضي والجاري، إذ وقعت الحادثة الأولى عام 1433 والثانية العام الجاري، إذ هوى على إثر الحادثة الأخيرة شاب عشريني مندفعاً بسيارته نحو أعماقها، لتبتلع فوهتها مركبته وجسده النحيل الذي اخترقته أسياخ مركبته.
ويقول أهالي المنطقة مما بقي في ذاكرتهم، إن عين ضلع وسمحة الواقعة في الجنوب الغربي للمحافظة كانت المصدر الرئيس لتغذية المشروع الزراعي الذي أقره الملك عبدالعزيز في الستينات الهجرية من القرن الماضي، إلا أن منسوب مياهها بدأ في الانخفاض تدريجياً خلال العقدين الماضيين نظير التوسع في حفر الآبار الإرتوازية من المزارعين من جهة وتضاعف نسبة استهلاك المياه من الطبقة المغذية لها من جهة أخرى.