في إحصائية رسمية حديثة، بلغ عدد المصابين بداء السكري في السعودية، 100 ألف مصاب خلال عام 2013، ليصل إجمالي المصابين 3.5 مليون شخص أعمارهم بين 20 إلى 97 عاما.
وأوضح الدكتور عبد العزيز بن سعد الحميدي رئيس جمعية السكري السعودية الخيرية، أن نسبة الإصابة بمرض السكري ارتفعت الى 23 في المائة في2013 بعد أن كانت 10 في المائة في 2008، مشيرا إلى أن عدد المصابين في السعودية حاليا نحو 3.5 مليون مصاب بزيادة 100 ألف مريض على 2012.
وقال إن سكر الكبار يشكل 90 في المائة من أنواع الإصابة بالمرض في السعودية، مؤكدا أن هذه إشارة إلى أن أسباب الإصابة ترجع إلى أسلوب الحياة لدى السعوديين وقلة الحركة والرياضة، وتناول الأغذية التي تحتوي على الدهون المشبعة والوجبات السريعة، وليس بسبب الوراثة.
وشدد على عدم وجود علاج عشبي يقي من المرض، محذرا من كثرة الإعلانات التي تتحدث عن العلاجات السحرية للوقاية من المرض، مطالبا بتغيير نمط الحياة وتناول الغذاء الصحي.
وأكد أن السكري مرض يمكن التعايش معه بالمتابعة الصحية والغذاء الصحي والرياضة، إلا أنه بسبب إهمال المرض وعدم التعامل معه بجدية فإن هذا الداء يتسبب في 22 ألف وفاة سنويا في السعودية، مضيفا أنه يعتبر المسبب الثاني للموت بعد حوادث الطرق والأول بالنسبة لكبار السن، كما أنه السبب الرئيس للإصابة بجلطات القلب وتصلب الشرايين والفشل الكلوي وبتر الأطراف والعمى.
وتابع “وفقا لأبحاث أجراها كرسي محمد بن حسين العامودي في جامعة الملك عبد العزيز لأبحاث القدم السكري، فإنه يتم بتر ما يقارب ستة آلاف قدم في السعودية سنويا”.
وشدد على أهمية تعاون المطاعم والمدارس مع الجمعية، في نشر ثقافة الوجبات الصحية ونشر ثقافة الرياضة، بهدف تحجيم الإصابة بمرض السكري، مشيرا إلى أن الجمعية وزعت 3.5 مليون مطوية تستهدف الوقاية من المرض، وتم تقديم مجموعة من البرامج التوعوية، إضافة إلى إقامة 1100 برنامج في المدارس والجامعات والأسواق للكشف المبكر عن المرض، وتوزيع عشرة آلاف جهاز تحليل سكر للمصابين.
وقال إن التثقيف بالمرض وصل إلى 60 في المائة، لكن يظل أمامنا أهمية اتباع الثقافة الصحية السليمة وتغيير نمط حياتهم، ومساعدة المطاعم لهم بالحرص على توفير أغذية صحية مناسبة في وجباتهم، إلى جانب وعي المعلمين بعدم مكافأة الطلاب بتقديم الحلوى والأغذية الدسمة لهم.
من جهتها، دعت عبير الجريوي إخصائية التغذية في مدينة الملك سعود الطبية، إلى تكثيف عروض الأكل الصحي في أماكن تجمعات مطاعم الوجبات السريعة لمحاولة جذب الأطفال والشباب إلى نوعية الأكل الصحي.
وقالت إن العائلات تواجه تحديا في كيفية اختيار مأكولات صحية وترغيبهم فيها، وهو ما يستدعي وجود أنواع مختلفة من الأكل الصحي إلى جانب خيارات مطاعم الوجبات السريعة، لكي تكون هناك فرصة للأفراد لاختيار ما يناسبهم بناء على الثقافة الغذائية السليمة التي حصلوا عليها من تكثيف الحملات الصحية المختلفة.
يذكر أن تقريرا طبيا كشف أن دول العالم تصرف مئات الملايين من الدولارات سنويا على مرض السكري، وأن الولايات المتحدة وحدها تنفق نحو 230 مليار دولار، بمعدل عشرة آلاف دولار للفرد الواحد، فيما تنفق السعودية نحو 1500 دولار سنويا على المريض الواحد، أي نحو ستة مليارات ريال تصرفها على مرض السكري.