قال الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام إن المجلس الأعلى للثقافة في طريقه للإعلان وسيرى النور قريباً، مضيفاً أن وزارته ليس من اختصاصها بحث فصل الثقافة عن الوزارة.
جاء ذلك خلال تدشينه، مع رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، مساء أمس، المجموعة الأولى من مشروع الثقافة العلمية للجميع “ثقافتك” بـ 75 كتاباً علمياً تغطي طيفاً من التخصصات العلمية، بالاشتراك مع المجلة العربية، وحضور نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، وذلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم.
وأوضح الدكتور خوجة أنه يتم تدوال أطروحات كثيرة حول فصل الثقافة عن الوزارة، لافتا إلى وجوب أن تأخذ الأطروحات وضعها المؤسساتي وتدرس من جهات معينة مثل الإصلاح الإداري أو مجلس الشورى، “وإذا رأت الدراسات أن منافع فصلها أكبر فسيتم ذلك بالتأكيد”.
وذكر أن الثقافة العلمية أصبحت ركناً مهماً وأساسياً في مجتمع المعرفة وهي أيضاً وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة عن طريق تمكين المجتمع من اكتساب وإنتاج المعرفة العلمية، مضيفا أن إعلان الرياض عن القمة العربية التي عقدت في الرياض عام 2007م عبّر فيه قادة الدول العربية عن عزمهم على تطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية، وتدشين حركة ترجمة واسعة من اللغة العربية وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت وفي مجالات العلوم والتقنية.
وأشار وزير الإعلام إلى أنه من هذا المنطلق فإن وزارة الثقافة والإعلام لا تألو جهداً في دعم الحركة الثقافية والعلمية والمبادرة إلى نشر الثقافة العلمية عن طريق جميع الوسائط المتاحة من تلفزيون وصحافة ومطبوعات وإنترنت اضطلاعاً برسالتها السامية.
وقال: “نحن في هذه الليلة نشهد على نموذج مميز من هذا التعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمجلة العربية يتمثل في إطلاق مشروع “الثقافة العلمية للجميع “ثقافتك” وهو مشروع حيوي ومهم ويحقق أحد الأهداف العامة التي وضعتها الاستراتيجية الوطنية لنشر الثقافة العلمية، من تقريب الثقافة العلمية العالمية وتنامي المحتوى الثقافي العلمي العربي والاهتمام بالثقافة العلمية الموجهة للأطفال في جميع مراحلها وأيضاً نشر الثقافة الصحية السليمة بين أفراد المجتمع”، معبرا عن شكره لمدينة الملك عبدالعزيز على جهودها في مجال دعم العلوم ونشر الثقافة العلمية والقائمين على المشروع، ومؤملا أن يستمر هذا التعاون المثمر من أجل الاحتفال في المستقبل القريب بصدور الكتاب الألف من سلسة “ثقافتك”.
فيما أكد الدكتور محمد السويل أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم تسعى إلى بناء منظومة وطنية متكاملة للعلوم والتقنية من خلال البحث العلمي والتطوير التقني ودعم البحوث ووضع السياسات وخطط العلوم والتقنية في المملكة، والمساهمة في بناء مجتمعٍ واعٍ علمياً ومدرك آخر مستجدات العلوم والتقنية.
وتعمل المدينة على توفير محتوىً علمي مفيد للجميع يغطي طيف العلوم والتقنية الواسع من التقنية المتناهية الصغر إلى الفضاء والطيران، مؤكداً أن هذا المحتوى ليس موجهاً نحو شريحة صغيرة من شرائح المجتمع وإنما يستهدف الشرائح كافة من الأطفال إلى طلبة المدارس والجامعات والعلماء والباحثين.
وأفاد الدكتور محمد السويل أن المدينة أصدرت على صعيد المجلات العلمية عددها الأول من مجلة “العلوم والتقنية” قبل سبعة وعشرين عاماً، ودعمت إصدار مجلة “نيتشر: الطبعة العربية”، ونشرت مجلة “العلوم والتقنية للفتيان” المترجمة عن المجلة الفرنسية “العلم والحياة”، كما نشرت أكثر من أربعين كتاباً عن التقنيات الاستراتيجية وهي ترجمة لأشهر الكتب العالمية في مجالاتها، إضافة إلى إصدار سلسلة من المجلات العلمية المحكمة التي تغطي الآن ست تقنيات استراتيجية هي المياه والبترول والبتروكيماويات وتقنية النانو والتقنية الحيوية والطاقة، وتشجيع الباحثين والمؤلفين على نشر نتاجهم الفكري والعلمي وأعمال الترجمة.
وتطرق إلى آخر أعمال المدينة المتمثل في مشروع “الثقافة العلمية للجميع” الذي تنفذه بالتعاون مع “المجلة العربية”، متمنياً أن تعم فائدة المشروع جميع أفراد المجتمع كما هو عنوانه، متطلعاً أن يكون هذا المشروع استمراراً للمجلة في نشر الثقافة العلمية التي يحتاج إليها المجتمع أكثر من غيرها في عصر العلم والتقنية.