كان الأدباء على موعد جميل مع أمسية أدبية فائقة الجمال مع الأستاذ الدكتور حسن الهويمل، الأديب والكاتب المعروف، حيث بدأت الأمسية من قبل مدير ها الشاعر والأديب صالح العوض الذي أعطى نبذة مختصرة من سيرة الضيف الكريم قبل أن يعطيه المجال ليسترسل في حديثٍ ماتع للحضور حول جناية السرديين على أدبية النص وأخلاقيات الأدب فقال:
هناك جناية من السرديين على الأدب، والمسؤولية تقع على النقاد فهم يتحدثون بصدق وأمانة عما يبديه الشعراء، وقد وصلت إلينا أقوالهم من كثير من الشعراء فقد صنفوهم وحددوا مدارسهم وعرفونا بمستويات الشعر الأموي والجاهلي، وواجب نقادنا الآن أن يرثوا هذه المهمة وأن لا تأخذهم في الحق لومة لائم.
السرد والسرديات في الأدب في شقه النثري موجود في تراثنا وليست السرديات طارئة، وفي القرآن أحسن القصص، لكن لم يعدّ الإبداع إبداعًا إلا إذا كان شعرًا.
عندما بدأ ارتباط عالمنا العربي بالغرب وبدأ المستشرقون وبدأ الاستعمار .. بدأت تصل إلينا روايات مترجمة، فتلقفناها وانفصلنا عن القصص العربي القديم كما هو في القرآن والحكايات الخرافية وبعض الأدب الشعبي، فلم يكن البناء الفني الموجود الآن في القصة والرواية هو ذاته الموجود في التراث العربي، والقصة الآن منفصلة فنيًا عن التراث ويجب أن تطون ملتزمة فنيًا ونحويًا وصرفيًا وفق أدبية النص في التراث العربي.
النقاد المعاصرون ركزوا على استجلاء أدبية النص، والقصة بشكل عام تعانقت مع القصص الغربية، ولاعيب في ذلك، ولكن كان يجب أن نقرأ الجانب السردي في تراثنا وكذلك أدبية النص، وأن تقرأ أدبية النص في القرآن والذي أرى لم يكن في متناول المبدعين، وأن تفهم بناء القصص في الحديث النبوي الشريف أو القصص الذي يأتي مع الأمثال ثم نستقبل المترجمات القصصية والرواية الغربية وننظر في بنائها الفني من حيث المكان والشخصيات والتنوير ونعرف ماذا يريدون، فنحن لم تكن لدينا رواية واضحة ومحررة حول أركان الرواية والقصة، والعرب القدامى طرحوا القصة على سجيتهم، فهي في القرآن ذات بنية معينة وفي الحديث ذات بنية معينة.
ليس هذه ما نفتقده نحن أو يفتقده المبدعون عندما يريدون إبداع قصة أو رواية، لكن الإشكالية هي الهبوط الواضح في فنيات الرواية ولغتها وشخصياتها وتوظيف الزمان والمكان، وكثير من المترجمين وكتاب الرواية لايحسنون إتقان وتجويد الرواية لا على مستوى الكتابة ولا على مستوى الترجمة.
عندما أقرأ روايات المبتدئين والشباب فأنا أنتقل إلى العامية، فأنا أريد إبداعًا متميزًا؛ كلغة راقية وبناء متماسك وكلمات غريبة وتراكيب جميلة وعبارات متناسقة وأساليب واضحة، أثري بها ذائقتي – وذائقة القارئ – الجمالية واللغوية والفنية.
عندما ا{يد كتابة مقال أدخل مكتبتي وأستحضر الكتب ذات العلاقة، ولا أستقي من كاتب مخل لغته مفككة، لأني أريد أرقى بذوقي لأنجز مقال أو محاضرة لافتراضي أن المتلقين نخبويون.
ثم بدأت المداخلات التي ارتقت برقي الطرح المقدم من الضيف وكانت البداية من د. محمد الشريف الذي أوضح أنه بالرغم من إتقان اللغة حتى وصلت إلى لغة العلماء إلا أن هناك جهلٌ بالأدبية، وعندما لم يجدوا شعرًا انصرفوا إلى المحسنات وذات القوافي ظنًا منهم أنها تهز السامع من منطلق:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه *** فليس حريٌ أن يقال له شعرًا
وهو بالضبط ما ينسحب على الروائي فهو لم يقرأ لأدباء غربيين أو حتى للجاحظ ثم تجرأ وكتب رواية.!
فعلق د. الهويمل على المداخلة موضحًا أنه في كل عصر من العصور جانب مظلم، وقد هبط الأدب العربي في عصور متتابعة ودخلت عليه المحسنات حتى وصلنا إلى ظاهرة الصناعة الأدبية وليس الإبداع الأدبي، وأيضًا عملية الموهبة والاقتدار فهناك مقتدر ولكنه ليس موهوبًا، وهناك موهوب ومقتدر، ونحن عندما ندخل عالم هذا الشاعر نعرف من يكونن ولا عيب السردييات من تطفلوا عليها فنحن نتحدث عن الكثرة وليس الندرة.
كذلك أتت مداخلات عدة من الحاضرين، وسوف ورد لكم المحاضرة كاملة لاحقًا إن شاء الله، إضافة إلى وضعها على موقع النادي على اليوتيوب.
بعد الفراغ من المحاضرة كرم الضيف د. حسن الهويمل بدرع النادي وكذلك مدير الأمسية الشاعر الأستاذ صالح العوض، وشارك في تكريمهما د. محمد الشريف عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية.
الثقافة والأدب > الدكتور حسن الهويمل : كثير من المترجمين وكتاب الرواية لايحسنون إتقان وتجويد الرواية لا على مستوى الكتابة ولا على مستوى الترجمة
2014/05/19
الدكتور حسن الهويمل : كثير من المترجمين وكتاب الرواية لايحسنون إتقان وتجويد الرواية لا على مستوى الكتابة ولا على مستوى الترجمة
الحقيقة نيوز - فهد الصقري - عرعر :
الحقيقة نيوز - فهد الصقري - عرعر :
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alhaqeqah.com/223751.html