أكملت اللجان التحضيرية للأيام الثقافية السعودية في جمهورية ألمانيا الاتحادية استعداداها لإطلاق هذا الحدث الذي يجسد عمق العلاقات بين البلدين الصديقين وبالأخص في الشأن الثقافي وذلك تحت رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة والمقرر انطلاقته يوم غدٍ بموقع السوني سنتر sony center الذي يعدّ معلما من معالم برلين .
ويشمل برنامج الأنشطة حفل الافتتاح والأنشطة المصاحبة من ندوات ومحاضرات المصاحبة للأيام الثقافية بين الجانبين الألماني والسعودي مع جدولتها وفقاً لأماكن إقامتها .
ويحضر التظاهرة الثقافية معالي وزير الثقافة الألماني ستيفن ستينلن وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي وكبار رجالات الدولة في جمهورية ألمانيا الاتحادية والممثلين لوزارة الخارجية ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية والإدارات الأخرى ومفكري ومثقفي الدولة ولفيف من رجال الإعلام الألمان وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية بالإضافة إلى رجال الأعمال والثقافة السعوديين .
وتعدّ الأيام الثقافية تواصلاً بين الثقافات حول العالم وبمثابة حوار أو إشعاع بين الأمم له آثار إيجابية ومسارات تتقاطع وتترابط فيها الحضارات لتنقل للمجتمعات الأخرى حيث تأتي الأيام الثقافية السعودية في جمهورية ألمانيا الاتحادية لتعريف الشعب الألماني أو المجتمع الألماني بثقافات وحضارات المملكة العربية السعودية وإبراز مكتسباتها وثقافتها وتمكن وجود هذه الأيام في أوروبا لإبراز التراث الشعبي وتعزيز الحوار الذي تقوده المملكة نحو كل أنحاء العالم لنشر السلام والتعاون بين الشعوب لخير الإنسانية ورسالة للعالم الخارجي عن التراث الشعبي والإرث الثقافي السعودي الذي يجسّد المشهد المعرفي في مجتمعنا للآخرين وما وصلت له الثقافة في المملكة .. البلد المعطاء من تطور في ظل ما تلقاه من الدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حتى أصبحت إحدى العلامات البارزة في التاريخ الوطني .
ومن ذلك المنطلق والهدف السامي لإقامة تلك المناسبة الثقافية الوطنية تم اختيار العاصمة الألمانية برلين لتحتضن الفعاليات لما لجمهورية ألمانيا من مكانة عالمية وإقليمية في قيادة دول أوروبا ولكونها من أهم الدول الصناعية والاقتصادية في العالم ، وتعد إقامة أيام ثقافية سعودية دعامة قوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشعب الألماني في ما يخص الوجه الحضاري المنير لمملكتنا الغالية .
وبالأمس القريب تلمسنا في ألمانيا بمناسبة إبراز الآثار السعودية في إطار المتحف الإسلامي والذي كان له صدى واسعا حيث عبّر مليون ألماني عن إعجابهم بفكرة ظهور آثار سعودية ولأول مرة في أوروبا والذي أبرز حضارات قديمة في جزيرة العرب منذ أكثر من 6000 سنة وها نحن اليوم نحتفل بأسبوع ثقافي سعودي يُظهر مدى التطور الثقافي السعودي والذي وصلت إليه مملكتنا الحبيبة في العهد الزاهر ولكي يعلم القاصي قبل الداني بأن ديننا بُني على كلمة « اقرأ » أي أن بدء الثقافة بالقراءة كان إحدى الخطوات التي أمر ديننا الحنيف بأن نلتزم بها .
من جانبها بذلت سفارة المملكة في ألمانيا جهوداً جبارة بالتنسيق مع ملاحقها والأكاديميات المختلفة في كل من بون وبرلين وبالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام لوضع برنامج حافل وتنظيم دقيق يمكّن الزائر من الاستمتاع بالنقلة الحضارية التي خطتها المملكة في مختلف المجالات وبالأخص فيما يتعلق بالحراك الثقافي والأدبي بكافة صورة وأشكاله إلى غير ذلك من الأنشطة التي تزخر بها الأيام الثقافية السعودية التي يصاحبها فرق الفلكلور الشعبي وتقديم الأغاني والأهازيج والرقصات التي تشتهر بها محافظات ومناطق المملكة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها .
وحرصت وزارة الثقافة والإعلام على أن يكون الأمل المعقود من إقامة الأيام الثقافية السعودية هو إيصال رسالة واضحة بأن الشعب السعودي شعب مثقف ونمد أيدينا صادقين في نوايانا بأننا نريد العيش في سلام ونريد السلم في كل مكان من أرجاء المعمورة وها هي الأيام الثقافية السعودية تهل علينا لتصافح خيال الزائر الألماني ولتخاطب وجدانه بأننا قدمنا بنية الصداقة والتعارف وكلنا أمل في أن تحقق الأيام الثقافية السعودية تلك الرسالة ترجمة لتطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله .
وأخذت الوزارة بعين الاعتبار أكثر من موقع لإقامة فعاليات الأيام الثقافية عليها وجاء الاختيار بدقة وعناية تامتين لأن تكون الأماكن مميزة ومرتادة من جميع طبقات المجتمع الألماني بشكل خاص وللسياح الأوروبيين بشكل عام حيث شملت مواقع أكاديمية وموئسات تعليمية وحكومية وصالات فندقية ومعارض وعدد من أكبر الأسواق في مدينة برلين ليتم تقديم العروض والرقصات الشعبية السعودية فيها .
وأفادت أن موقع افتتاح الأيام الثقافية السعودية السوني سنتر sony cente والذي سيشهد ألوان الرقصات الشعبية والأزياء والصور الفوتوغرافية والحرف وغيرها يعتبر أهم موقع في قلب مدينة برلين النابض والحيوي والذي يشهد كل يوم ما لا يقل عن 1500 شخص من ألمان وسياح أجانب ويحتوي على العديد من المرافق الحيوية والمطاعم والمقاهي وشركات كبرى عالمية وكذلك أكبر دور سينما في برلين والذي سيكون على موعد لعرض أهم الصور التي تجسد تاريخ وعمق الأصالة السعودية في كافة مناطقها وتراثها وتاريخها وآثارها حيث تحمل الصور هوية المملكة منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر “الدولة الحديثة والعصرية “.
كما أن الخط العربي حاضر في فعاليات الأيام الثقافية السعودية بألمانيا من خلال معرض الخط العربي الذي يحظى بمشاركة نخبة من الخطاطين السعوديين الذين يعرضون كافة أشكال وأنواع الخط العربي للجمهور الألماني إلى جانب معرض للحرمين الشريفين يحوي مجسمين كبيرين للمسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة ، وكذلك أهم ما جرى من توسعة وأهم المناسك التي يقصدها المسلمون لأداء واجبهم الديني سواء كان ذلك عمرة أو حجاً .
ويتحدث المعرض عن أهم التوسعات في عهد الحكم السعودي وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – ومعرض الأزياء السعودية من خلال مشاركة أهم المصممات السعودية العالميات ويعرض كافة الأزياء السعودية التراثية والحديثة من مختلف أنحاء المملكة ومعرض الحناء بمشاركة سيدات سعوديات حيث يشاركن من خلال ذلك في رسم الزينة العربية الأصيلة للزوار الألمان ومعرض الفن والحرف السعودي الذي يعرض من خلاله الحرف السعودية التراثية .
وتقدم الفعاليات الخيمة العربية السعودية التي تعبر عن الكرم والضيافة بتقديم القهوة العربية وأنواع من التمر من المملكة العربية السعودية على مدار الفعاليات والأكلات الشعبية السعودية حيث سيكون الشعب الألماني على موعد لتذوق أطيب أنواع الأكلات الشعبية السعودية من كافة مناطق المملكة والتي يقوم بطهيها أمهر الطاهين السعوديين .
وتبقى الندوات والمحاضرات المصاحبة والحوارات الثقافية بالأيام الثقافية أداة من أدوات فهم الحضارات الأخرى ومن هذا المنطلق يشارك نخبة من المثقفين والمثقفات والأكاديميين السعوديين وأعضاء مجلس الشورى كمتحدثين في الندوات والمحاضرات المصاحبة للفعاليات أمام نظرائهم من الألمان حيث ستكون هناك مناقشات بين الجانبين فيما يخص كافة العلوم الاجتماعية والسياسية والثقافية والتعرف على ثقافة البلدين والتقارب فيما بينهما عن طريق الحوار .
ويتم خلال فعاليات الأيام الثقافية في برلين عرض العديد من الأفلام السعودية الناجحة والتي وصلت إلى العالمية في أكبر صالات العرض السينمائي في مدينة برلين ومنها فيلم ” وجدة ” و” العرب ” و”رقائق الصحراء ” وفيلم ” وجه المملكة العربية السعودية ” والعديد من الأفلام الأخرى وبرامج الأطفال وعائلاتهم حيث حرص المنظمون على تواجد هذا النوع من البرامج لجذب الأطفال وعوائلهم للتعرف على ثقافة وتراث المملكة إلى جانب تنظيم زيارات الأطفال بحيث تكون متعددة ومتنوعة على مدار الفعاليات ومنها زيارة العوائل وأطفالهم وزيارة الأطفال المرضى من كافة المستشفيات الألمانية وتقديم الهدايا لهم والألعاب الأخرى التي يتم عن طريقها التعرف على مناطق ومدن المملكة حيث استخدم بها الصور والمجسمات والعروض لتفعيل عقول الأطفال واكتشاف المملكة .
وتشمل الرقصات السعودية التي تقام في ميادين مهمة من برلين التي تنتمي لكافة مناطق المملكة اللون الحجازي ونجد والجنوب والشمال والشرقية ومن هذه الميادين التي ستشهد الفن السعودي الأصيل هي ميدان بوابة برلين الشهيرة Pariser Platz التي تتوسط مدينة برلين فهي القلب النابض لسكان مدينة برلين ومكتظة بالزوار من كافة أنحاء العالم و شارع الكودام وهو من أشهر الشوارع في أوروبا في العاصمة برلين وهناك ميدان breitscheid platz والصالة الكبرى لمركز القطار الكبير في مدينة برلين hauptbahnhof وميدان lustgarten وميدان potsdamer platz berlin وميدان gendarmenmarkt berlin .
وتروج هذه الأيام للملابس وأشكالها وأدوات الزينة من منطقة إلى أخرى في المملكة التي تسبب الانصهار الثقافي والاجتماعي بما فيها الألبسة الرجالية والنسائية السعودية وارتباطها بمظاهر التحديث والتطوير وعدم تناسيها لخصوصيتها العربية العريقة والتي تلقى متابعة كبيرة من قبل وسائل الإعلام الألماني فلا يكاد يمر يوم دون الحديث عن إقامة الأيام الثقافية السعودية في مدينة برلين والفعاليات التي تقدمها والتي انتشرت بشوارع برلين المهمة والرئيسية .
واكتسى مبنى السفارة السعودية الذي يوجد في أرقى أحياء برلين وممر لكافة زوار العاصمة من عرب وأوروبيين والذي يحاكي الأيام الثقافية السعودية بلوحة كبيرة تعلن عن مكان وموعد إقامة الأيام الثقافية حيث لم تكتف السفارة السعودية باستخدام الدعاية الإعلامية عبر المواصلات أو اللوحات الإلكترونية بالشوارع فقد استخدم الإنترنت كوسيلة للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع الألماني وذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الشركات الكبرى التي يصل لها أغلب الشعب الألماني مثل الشركات الغذائية وخدمات السيارات وغيرها .
وكتبت في إطار إبراز الأيام الثقافية السعودية في هذا الصدد العديد من الصحف ونشرت العديد من التقارير الإعلامية حول تفاصيل دقيقة عن كل حدث من هذا العرس الثقافي الكبير، وقد عبرت كثير من الصحف عن سرورها بإقامة تلك الأيام الثقافية السعودية على أرض ألمانيا مؤكدة أن العلاقة بين البلدين علاقة شراكة طويلة ومهمة ليس فقط في المجال الثقافي بل على كافة الأصعدة والمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية .