تجاهل مئات المستثمرين المجتمعين في العاصمة البريطانية المخاوف بشأن هبوط أسعار النفط وما إذا كان من الممكن أن تؤثر على سوق الأسهم السعودية، وعقدوا اجتماعات مكثفة لليوم الثاني على التوالي من أجل البحث في الفرص الاستثمارية بالمملكة، فيما قلل العديد من المستثمرين الكبار ومدراء الصناديق الاستثمارية من أهمية الهبوط في أسعار النفط، فضلاً عن أنهم قالوا بأن فتح البورصة السعودية أمام المستثمرين الأجانب سوف يعطيها دفعة ويجعل السوق أكثر عمقاً.
وانعقدت عشرات الاجتماعات الجانبية لبحث الفرص الاستثمارية في السعودية على هامش مؤتمر ترويجي كبير حضرته “العربية.نت” في لندن ونظمته سوق الأسهم السعودية (تداول) من أجل شرح الفرص الاستثمارية بالمملكة في ضوء قرار السلطات السعودية فتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية في الأسهم اعتباراً من يونيو الماضي.
وعلمت “العربية.نت” أن أكثر من ثلاثين غرفة اجتماعات تم تجهيزها في أحد أضخم فنادق لندن لاستضافة اللقاءات الجانبية التي تجري على قدم وساق لليوم الثاني على التوالي بين مستثمرين كبار وصناديق استثمار عالمية، وبين نظرائهم من السعوديين المشاركين في المؤتمر الكبير الذي تنظمه سوق الأسهم السعودية والذي بدأ أعماله في لندن الاثنين وينتهي مساء اليوم الثلاثاء.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “العربية.نت” من إدارة “تداول” فإن مؤتمراً مشابها انعقد الأسبوع الماضي في سنغافورة وحضره عدد كبير من المستثمرين الآسيويين، على أن مؤتمراً مماثلاً يعقد الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة ويتوقع أن يستقطب اهتماماً كبيراً من قبل المستثمرين هناك.
ورداً على سؤال لـ”العربية.نت” قلل مدير إدارة الأصول في “سيدكو” يزن عابدين من أهمية وتأثير هبوط أسعار النفط على سوق الأسهم السعودية، وعلى الاقتصاد، لافتاً الى أنه “لا يوجد في سوق الأسهم أصلاً أية شركة منتجة للنفط”، وهو ما يجعل التأثير محدوداً، فضلاً عن أنه يشير الى أن المستثمرين ينظرون الى هبوط أسعار النفط على أنه موسم للدخول في أسواق الدول النفطية استعداداً للاستفادة من الارتفاع القادم في الأسعار.
وبينما يستبعد عابدين أية مخاوف جدية أو قلق لدى المستثمرين من هبوط أسعار النفط، فان خبيراً اقتصاديا بريطانياً تحدث خلال جلسة نقاش مطولة في لندن حضرتها “العربية.نت”، وأوضح فيها أن الاقتصاد السعودي على الرغم من تراجع ايرادات النفط إلا أنه اليوم أفضل مما كان عليه قبل سنوات بكثير.
وقال الخبير الاقتصادي البريطاني إن نسبة مشاركة المرأة السعودية في الاقتصاد السعودي ارتفعت مؤخراً بنسبة 1700%، إضافة إلى أن أغلب المؤشرات الصادرة عن المملكة إيجابية. واعتبر أن التقارير التي تتحدث عن مخاوف بشأن الاقتصاد السعودي “تفتقد الى الدقة وتتجاهل الكثير من المؤشرات”.
إقبال أجنبي
ويقول عابدين إن الشهور الأربعة الماضية، أي منذ دخول قرار فتح السوق أمام الأجانب حيز التنفيذ، لفتت البورصة السعودية أنظار الكثير من الأجانب الذين أبدوا اهتماماً بالاستثمار فيها.
ويقول إن القرار الجديد تجاوز الكثير من المشاكل التي كانت قد نجمت عن اتفاقات المبادلة في السوق، لافتاً الى أن فتح السوق السعودية أمام الأجانب سوف يؤدي الى جعل السوق أكثر عمقاً من السابق ويقلل من التذبذبات فيه، معتبراً أن “البورصة السعودية ليست بحاجة للسيولة والقرار لا يهدف أصلاً لزيادة حركة التداول في السوق والتي يبلغ متوسطها في الوقت الحالي 2.1 مليار دولار يوميا”.
وأضاف: “الهدف هو رفع الكفاءة في السوق وزيادة الاستثمارات المؤسساتية، لأن معظم التداولات حتى الان هي لأفراد، وهذا ما يسبب تذبذبات كبيرة جداً، وهذه الفائدة الأولى من فتح السوق أمام المستثمرين الأجانب”.
وقال إن الفائدة الثانية هي رفع كفاءة الخدمات المقدمة في السوق السعودي، وهو ما سينعكس إيجاباً على المستثمرين الأجانب والمحليين وعلى المنطقة بأكملها ويحسن من نوعية الخدمات التي يتلقاها المستثمرون.