كشفت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عن قبوله مبادرة السلام السعودية التي تعرف أيضاً باسم مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002 .
وذكرت أن “نتنياهو” أكد أنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام السعودية التي رفضها عدة مرات لأكثر من 14 عاماً .
ونقلت التقارير عن وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد “ليبرمان” أن مبادرة السلام العربية التي أطلقها الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2002 بهدف إرساء السلام في المنطقة تضم نقاطاً إيجابية ستساهم في ترميم المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وتحقيق الغاية منها لمصلحة أمن واستقرار المنطقة .
انسحاب كامل
وتطالب مبادرة السلام بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
انتهاء النزاع
وتضيف المبادرة أنه عند تحقيق بنودها من قبل الطرف الإسرائيلي حينها يمكن اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل لحقن الدماء وتوفير السلام والمستقبل الآمن للأجيال القادمة يسوده الرخاء والاستقرار .
تشكيك ومناورة
وشكك سياسيون عرب وغربيون أن قبول “نتنياهو” لمبادرة السلام السعودية قد تكون مناورة، خاصة قوله “إنها يمكن اعتبارها مبادرة تحمل عناصر إيجابية لكنها تحتاج لبعض المراجعات”.
وعلق وزير خارجية فلسطين على قبول المبادرة من الجانب الإسرائيلي بأنها “لعبة علاقات عامة”.
“الجبير” يعلق
من جانبه، علق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، في المؤتمر الصحفي الذي أقيم يوم أمس على هامش أعمال اللقاء التشاوري السادس عشر لقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمركز الملك عبدالله للمؤتمرات بجدة، بأن المبادرة قائمة ويتم التأكيد عليها في كل القمم العربية ويعلم الإسرائيليون ذلك، وكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن عن استعداده للنظر في مبادرة السلام فهذا يفتح خطاً للمباحثات مع الجانب الفلسطيني من أجل الوصول لحل سلمي مبني على مبادرة السلام العربية .
تقييم الجدية
وأضاف “الجبير” أن الوقت مبكر من أجل تقييم جدية الجانب الإسرائيلي للبدء في مفاوضات مبنية على مبادرة السلام العربية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يتحدث عن بعض البنود التي اعتبرها إيجابية، ولكنه لم يعلن قبول المبادرة إلا أن الأهم من ذلك هو استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفاً أن الإسرائيليين كانوا رافضين لهذه المفاوضات ولعل موقفهم قد تغير في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للوصول إلى حل لهذا النزاع مبني على مبادرة السلام العربية لقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
انتقادات الرباعية
فيما تتوقع تقارير غربية أن إعلان “نتنياهو” بوجود عناصر إيجابية في المبادرة العربية والترحيب بها مع ضرورة إجراء بعض التعديلات، قد تكون تصريحات استباقية لتقرير اللجنة الرباعية الدولية التي تتولي الولايات المتحدة إعداده، والذي يتوقع أن ينشر الأسبوع المقبل، حيث إن التقرير يوجه انتقادات حادة لإسرائيل وسياستها في الضفة الغربية وتوسعها في بناء المستوطنات، وهو ما يهدد بالقضاء على حل الدولتين، إضافة إلى تغليظها للانتقادات عقب تعيين “ليبرمان” وزيراً للدفاع الذي يشتهر بتطرفه وعدائه للفلسطنيين والعرب .