لم يعد الأداء التام للواجبات المهنية هدفا أقصى للتحقيق في ظل التنافسية المحمومة في مختلف مناحي وقطاعات العمل، فعلى الرغم من أن إتمام العمل بطريقة مهنية يعد عمود الاحترافية ومستندها إلا أن متطلبات الجودة تتطور وتتطلع لأبعد من الواجبات المطلوبة، إلى جانب ذلك تحتاج الكوادر البشرية إلى الانفرادية و التمايز في تقدير الجهود باختلاف مستويات العطاء بما يحفظ ويجدد عزيمة العاملين لمستويات متقدمة تتخطى الاحتراف إلى التميز. من هنا تقوم فلسفة الجوائز لتكون وقودا جديدا يشعل جذوة العطاء ويشجع الآخرين على اللحاق بركب التفوق والتميز.
من هذه الفلسفة للجوائز تأتي جائزة التعليم للتميز في دورتها الثامنة لتعزز المستويات المتقدمة من العطاء الفاعل المؤثرة، وتعطي الأعوام والدورات المتتالية للجوائز قيمة ورسوخ للجوائز فتزيد من مكانتها، كما تعطي معايرها درجة أعلى من الموثوقية بما يجعل الوصول إليها مرتبطا بإمكانيات أدق، وبالتالي تبدأ معاير العمل في التغير والتقدم وفق واقع طموح أكثر يتطلب مؤشرات أداء متقدمة.
ونشهد هذه الأيام المراحل النهائية للدورة الثامنة من جائزة التعليم للتميز، حيث يستعد المرشحون من مختلف مناطق المملكة لمعرفة ترتيب مستوياتهم في الفئات التي شاركوا فيه، حيث تضم الجائزة في دورتها الحالية 8 فئات مختلفة هي: الإدارة والمدرسة، المعلم، المرشد الطلابي، المشرف التربوي، الطالب، العمل التطوعي، التميز الإداري. حيث سيتم تكريم 115 فائز في دورة شهدت كثافة كبيرة في الإقبال والتسجيل وتقديم الملفات والأعمال المؤهلة للفوز بالجائزة.
أولويات
وعلى الرقم من أن التقدير الذي تحمله الجائزة للمتميزين في الميدان التربوي هي جوهر وأساس هذه الجائزة بشكل عام إلى أن سحب المنظومة التعليمية ككل إلى فضاء أوسع من التطبيقات التربوية والتعليمية هو هدف لا يمكن التهاون فيه، ولذلك فإن قيمة الجوائز المقدمة درست بدقة حتى تكون محفزة للعمل والحصول على الجائزة، ولهذا لا تكتفي الوزارة بالجوائز التقديرية وتتعداها إلى جوائز ذات قيمة مادية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك تمنح جائزة التعليم للتميز للمرشحين أولوية وتقدم في مختلف الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها العاملين من الوزارة، فمثلا للمرشحين أولوية في طلبات النقل وتحقيقها، وأولوية في الحصول على التدريب، وأولوية في الحصول على الابتعاث وغيرها من الخدمات التي تقدمها الوزارة لكادرها الوظيفي، وذلك من منظور الاستثمار في الكوادر الفاعلة التي تحقق نتائج ملموسة في العملية التعليمية والتربوية.
دليل المعايير
وفي سبيل تحقيق الجودة وضعت الوزارة دليلا لفئات الجوائز المختلفة عن كافة المعاير الخاصة التي يجب أن تلتزم الملفات المقدمة للجائزة بتحقيقها، وتمر الملفات بعمليتي ترشيح وصولا للمرشحين النهائيين الذين يتم الإعلان عن ترتيبهم في الحفل الختامي للجائزة، تعطي أدلة المعاير للجائزة ثقلا معنويا وإرثا يجعل الوصول محصور على المتميزين فعلا، وبالتالي فإن اللجان الإشرافية لا تتهاون في حجب الجائزة في حال لم تتحقق هذه المعاير في الأعمال المتقدمة، حيث يحافظ هذا الحجز على قيمة الجائزة ويجعلها أكثر مصداقية ويعطي المزيد من التحدي في الدورات القادمة لتحقيق هذه المعاير والتقدم للجائزة.
المنتظرون
115 فائزا وفائزة في أسبوع الانتظار الأخير، حيث تعلن ترتيباتهم خلال حفل سيقام مساء يوم الخميس ١٤٣٩/٥/٢٢ في مسرح الوزارة برعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى وبحضور مسؤولي الوزارة. ويتوزع الـ 115 على فئات الجائزة حيث فاز في هذه الدورة عن فئة الإدارة والمدرسة المتميزة 10 مدارس للبنين و10 مدارس للبنات؛ وعن فئة المعلم المتميز فاز 10 معلمين و10 معلمات، وعن فئة المرشد الطلابي المتميز فاز 10 مرشدين و10 مرشدات، وعن فئة المشرف التربوي المتميز فاز 10 مشرفين و10 مشرفات، وعن فئة الطالب المتميز فاز 10 طلاب و10 طالبات، وعن فئة العمل التطوعي فازت مدرسة واحدة للبنين فيما تم حجب الجائزة عن المراكز من الثاني وحتى العاشر لعدم تحقيق درجة التميز، فيما فازت 3 مدارس للبنات عن نفس الفئة بينما حجبت عن المركز الرابع وحتى العاشر.
وفي فئة التميز الإداري لإدارة العموم بجهاز الوزارة تم حجب المراكز الثلاثة الأولى لعدم تحقيق درجة التميز وذلك فيما يخص الإدارات التي انتقلت من مرحلة الإدارة المبادرة الى مرحلة الإدارة المنجزة، فيما فازت 3 إدارات تعليم بنفس الفئة. في حين فازت 8 إدارات بجائزة التميز الإداري فيما يخص الإدارات التي انتقلت من مرحلة الإدارة المنجزة الى مرحلة الإدارة المؤثرة.
وقد بلغت إحصاءات التسجيل في هذه الدورة عن فئة الطالب 1401 طالبة و900 طالب وعن فئة المعلم بلغ التسجيل 3453 معلمة و4909 معلمين. وعن فئة الإدارة المدرسية بلغ التسجيل 1088 في قطاع البنات 1273 في قطاع البنين، وبلغ التسجيل في فئة المرشد الطلابي 493 لقطاع البنات و847 لقطاع البنين، وفي فئة المشرف التربوي بلغ التسجيل 778 لقطاع البنات و649 لقطاع البنين، وفي العمل التطوعي بلغ التسجيل 292 لقطاع البنات و275 لقطاع البنين وفي التميز الإداري سجلت 48 إدارة.
تحديث الفروع
تتيح اللائحة التنفيذية لجائزة التعليم للتميز أن تواكب التطورات المطلوبة في الميدان التعليمي، حيث يحق لوزير التعليم استحداث فئات جديدة للجوائز تلبي المتطلبات والتوجهات التعليمية. ومن هنا يمكن ملاحظة المستويات المختلفة من فئات الجوائز بين الدورة الأولى والثامنة، كما تشير بعض الفئات إلى سعي الإدارات التعليمية لتحقيق شراكة اجتماعية عبر فئة العمل التطوعي وذلك في سبيل تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى المؤسسات التعليمية بالدرجة الأولى، والنشء من الطلبة كأساس لأفراد المجتمع في المستقبل. وربما تسعى الجائزة في دوراتها القادمة لإضافة فئات أكثر تلبي تطلعات المستقبل وتعزز الإمكانيات وترفع مستويات العطاء.