
قد يعاني البعض مزيجاً من الألم والشعور بالحرقان في باطن قدميه، وقد لا تمثل له مشكلة كبيرة خلال النهار أو عندما يتحرك، ولكن في وقت النوم قد يشتد الإحساس بالسخونة وهو أشبه بتأثير وجود باطن القدمين بمقربة شديدة من سخان كهربائي أو مشعاع. وحقيقة الأمر هي أعراض تنجم عن اضطراب في عمل الألياف العصبية الحسية (الاعتلال العصبي الحسي)، وهو في الواقع شعور مزعج للغاية.
فالجلد هو عضو حساس للغاية ومليء بملايين المستقبلات الحسية الصغيرة التي تنقل دقة اللمس بينما تنبهنا أيضاً إلى درجات الحرارة القصوى المحتملة (الحرارة والبرودة). وتقوم هذه المستقبلات المتخصصة بتحويل المحفزات الضارة إلى نبضات كهربائية، تنتقل من القدمين إلى الحبل الشوكي عبر الأعصاب الحسية – وهي الأطول في الجسم – تكون عرضة للتآكل والتلف بمرور السنين وتؤدي إلى الشعور بآلام شديدة مع دبابيس وإبر وحرق.
◄ 3 أسباب قابلة للعلاج
وفق ما نقلته صحيفة «التليغراف»، فإن هناك أسبابا مختلفة لهذه الحالة ولكن لحسن الحظ يمكن علاجها، والتي تتمثل بالآتي:
1- نقص فيتامين B؛ وهو أمر شائع ومنتشر بين الذين يعانون من سوء التغذية، لذلك فعلى الرغم من أن حرق القدمين يشكل مصدر إزعاج رهيب يمنع النوم والراحة، ولكن مكملات فيتامين B عادة ما تكون مفيدة في هذه الحالات.
2- مرض السكري؛ يعتبر السبب الوحيد الأكثر شيوعاً للاعتلال العصبي الحسي، ويمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية الخافضة للسكر في الدم.
3- هناك سببا آخر محتمل؛ والذي يمكن علاجه لكنه مختلف نوعاً ما، وهو ضغط أحد الأعصاب حول الكاحل، والمعروف باسم «متلازمة النفق الظنبوبي». فعلى غرار متلازمة النفق الرسغي عند الرسغ، قد يتحسن هذا مع العلاج الطبيعي وحقن الستيرويد الموضعي، ولكن بالنسبة للبعض قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لتخفيف الضغط على العصب.
◄ تبريد القدمين
وذكرت الصحيفة أنه لا يوجد علاج محدد يمكنه تصحيح الأداء المضطرب للأعصاب الحسية، على الرغم من أنه يمكن تنشيط تلك المستقبلات الحساسة للحرارة عن طريق تبريد القدمين في حمام مائي، كما يمكن أن تكون كمادات الماء الساخنة وتليها «الباردة» مفيدة جداً في تخفيف حرقة باطن القدمين.
علاجات دوائية
أوضحت «التليغراف» أن هناك عددا من الأدوية التي قد تخفف من الإحساس بالحرقان، مثل:
– المخدر الموضعي «ليدوكائين أو الكابسيسين» المشتق من الفلفل الحار والذي عند تطبيقه على شكل هلام أو رقعة، يمنع إطلاق تلك المستقبلات الحساسة للحرارة في الجلد.
– يعتمد التأثير العلاجي لعدة فئات من الأدوية على تثبيط انتقال النبضات الكهربائية مثل دواء «الجابابنتين، والأميتريبتيلين، والميكسيلتين» وعلى الرغم من الأساس المنطقي لاستخدامها في تخفيف الانزعاج الناجم عن حرق القدمين، فإن الأدلة على فعاليتها لا تزال غامضة وفي أحسن الأحوال قد يستفيد منها ربع أولئك الذين يتناولونها.