يقول المبدع الكبير علي الشوك رحمه الله (انت لا تستطيع ان تكتب مالم يكن لديك خلفية من القراءة ، في الغرب يبدأ التلاميذ بقراءة الكلاسيكيات منذ مرحلتي الدراسة المتوسطة والثانوية ، ويعدونهم لممارسة الكتابة منذ هذه المرحلة اما نحن ، ففي أيامنا كنا نقرأ ما يسمى بالمطالعة العربية ، ففيها مقالات مثل فتح الأندلس أو ما الى ذلك ، هذه كانت كلاسيكياتنا وكان درس الإنشاء من اكثر الدروس إملالاً لدى المدرس او المدرسة .لأنهما لا يحبان ان يضيعا وقتهما لقراءة ما يكتبه التلاميذ)انتهي .
وغني عن القول ان القراءة هي السبيل الوحيد لفتح أفاق المعرفة والتنوير وسعة الأفق وعمق الإطلاع ، ولذلك نحن نقرأ ثم تصبح الكتابة ناتج لهذا الشيء، نكتب لنهزم العنصرية والقبلية والطائفية في نفوسنا ولنفتح نافذة في ستار الجهل المحيط بنا .. القراءة هي حاله لصناعة مواطن متسامح ومتعايش مع عالمه مسيطراً على نزعته الشيطانية والأنانية ومعودا نفسه على قبول الاختلاف بالأفكار والأديان والعادات والثقافات أيا كانت ..صانعاً مقاربه وكاسراً جمود ومتفهماً للتنوع الذي هو إثراءً للحياة وللمكونات المختلفة ، ولنعلم جميعاً ان اعظم وأشرف مقاصد الإنسانية هي حفظ النوع البشري وكرامة الإنسان . قال تعالى :
( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) .
يجب أن ندرك ونحن في عصر تحدي وسباق علمي ومعرفي أن تقدم الأمم والشعوب بقدر وعيها وإدراكها لمستقبلها هو مقدار ما تحدثه من أثر إيجابي وتأثير في محيطها والعالم من حولها في عالم يحكمه القوي ولا قوي الا من امتلك ناصية العلم والمعرفة ، فالزمن لا يتوقف لينتظرنا حتى نفيق من غفلتنا والأمم والشعوب تتقدم من حولنا وتتسارع خطاها الى امتلاك العلوم والتكنولوجيا والزمن متغير متبدل لا يستقر على فقد اذاع الفيلسوف اليوناني هيراقليطس قبل2500 عام قولته الشهيرة ( لا استطيع أن انزل الى النهر نفسه مرتين ذاك أنني حين استحم للمرة الثانية يكون النهر قد تغير ) وفي عصر التنوير الحالي الذي نعيشه في ظل قياده عملاقه متمثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي ادرك أن الجمود والجهل والتقهقر والفساد المالي والإداري يقيد تطلعات التنمية والتحديث والتطوير ويخنق قدراته ويحد من الانطلاق بل يجعل من الدولة فاشلة نهباً لتيارات وأجنحة متصارعة لا يهمها سوى مصالحها ومقدار ما يتوافق مع أجندتها وما يرضي امتيازاتها النفعية الضيقة ، كما أدرك سموه ان بناء وطن متقدم مزدهر يجب ان يحكمه قانون صارم مسلط على رؤوس الجميع لا امتياز لأحد فيه الا مصلحة الوطن حيث قال سموه في احد اللقاءات (انه سوف يطبق قانون محاربة الفساد على نفسه قبل أي احد ) . فقام هذا المجدد بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين ببث روح التحديث والتطوير وسن القوانين في مختلف مناحي الحياه من إصلاح اقتصادي وقضائي وبيئي وتعليمي وصحي وقام بمحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين وخنق هذا الغول الذي كاد ان ينخر في مفاصل في مفاصل الدولة وأتت رؤية سموه الطموحة(2030) تتويجاً لهذه التطلعات وتحقيقاً لطموح سموه للنهوض بالمملكة وأصبحت تتوالا الإنجازات والتقدم في ظرف سنوات قليلة من تقدم رقمي واقتصادي وصحي حيث حلت المملكة العربية السعودية بالمرتبة الثانية على مستوى العالم في سرعة الإنترنت متقدمة على دول عديدة تمتلك ناصية العلم الرقمي والتكنولوجي واحتلت المملكة المرتبة الأولى في اقتصاديات الدول العربية بالإضافة الى نجاحها في محاربة جائحة كورونا الذي خنق العالم واطاح بنظام العديد من الدول الصحي والاقتصادي الى الحضيض ، بينما المملكة تعتبر مثالاً يحتذى في تطبيق البروتوكولات والأنظمة الصحية .
كل هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق مالم يكن وراءها قائد عبقري فذ قهر المستحيل لأجل رفعة وطنه والنهوض بها الى مصاف العالم الأول .
الكاتب / ثاني الضرع
عرعر